في عالم يمضي بسرعة نحو الرقمنة، تبقى الأسطوانات الموسيقية القديمة شاهدة على عصرٍ ذهبي من الإبداع الصوتي والأصالة. في متجر دهريز لبيع الأسطوانات والكاسيتات النادرة، نأخذكم اليوم في رحلة عبر الزمن لنتعرف على تاريخ الأسطوانة الموسيقية، كيف بدأت، كيف تطورت، ولماذا لا تزال تحتفظ بسحرها حتى اليوم.
البداية: الأسطوانة الأولى
ترجع ولادة الأسطوانة الموسيقية إلى أواخر القرن التاسع عشر. في عام 1877، اخترع توماس إديسون جهازًا سُمي “الفونوغراف”، يستخدم أسطوانة معدنية لتسجيل الصوت. لم يكن الغرض ترفيهيًا في البداية، بل وسيلة لحفظ الأصوات، مثل الرسائل الصوتية أو التعليمات.
تطور الشكل والمادة
بحلول عام 1889، ظهرت أولى الأسطوانات التجارية على يد شركة “إيميل برلينر”، وكانت تُعرف بالـ “غراموفون ريكوردز”، مصنوعة من الشِلاك (Shellac). ثم بدأت تتحول تدريجيًا إلى مادة الفينيل في الأربعينات، لما توفره من جودة صوت أعلى ومتانة أطول
عصر الازدهار: الخمسينات حتى السبعينات
في منتصف القرن العشرين، أصبحت أسطوانات الفينيل هي الوسيلة الأساسية للاستماع للموسيقى. ظهر مفهوم “الألبوم الكامل” بمدة تتجاوز 40 دقيقة على أسطوانات بحجم 12 إنش. وكان لفنانين مثل أم كلثوم، عبدالحليم حافظ، محمد عبده، ونجاة الصغيرة حضور طاغٍ في هذا العالم، حيث أصبحت أسطواناتهم تُقتنى وتُحفظ بكل حب.
تراجع ولكن لم تختفِ
مع ظهور الكاسيت ثم الأقراص المضغوطة (CD)، بدأت الأسطوانات تفقد مكانتها في السوق، لكن جمهورها لم يختفِ. عشاق الصوت الدافئ الطبيعي ظلوا أوفياء لها، وبدأت موجة جديدة من الاهتمام بها منذ بدايات القرن الحادي والعشرين، خصوصًا من جيل يحب الجمع بين الفن والحنين